يعيش الطبيب طيلة حياته طالبا للعلم وتعلم المهارات المختلفة ، في هذه المقالة دعني اصحبكم في رحلة عن الخطوات الخمسة لتعلم اي مهارة احترافها سواء في الطب او غيره ، هذه الخطوات الخمسة مررنا بها من قبل ولكن دون ان ندركها ، ولكن بعد الادراك لها ومعرفتها جيدا نستطيع تطبيقها بوعي كل مرة ومرات عديدة لاكتساب المزيد والمزيد من المهارات
ورغم بساطتها الا ان الكثير لديه قناعات غريبة حولها او حول احدها ، قناعات معطله تعطله عن الاستمرار في التعلم وبالمثال يتضح المقال وسأضع في المقالة عدد من الامثلة
الخطوات الخمسة لتعلم واحتراف اي مهارة
الخطوة الاولى : مرحلة الوعي والتعلم
وهذه المرحلة الاولى وفيها يتكون وعي عند الشخص انه يحتاج الى تعلم طريقة جديدة لفعل شيئ هو يريده للوصول الى هدف يريد تحقيقه ، ربما يتعلم هذه المهارة لاول مرة مثل مهارات الطب المختلفة كفحص المريض او مهارة تركيب كانيولا او انبوبة حنجرية او ما شابه ، وربما يريد الانسان ان يتعلم مهارة حياتية ليستبدل بها مهارة حالية لديه لم تعد تنفع او لم تكن سببا معززا لجودة حياته وقد تطرقت لهذا الموضوع في مقالة كيفية التعامل مع ضعف الثقة بالنفس
وبعد الادراك للاحتياج الى تعلم هذه المهارة ينبغي على الشخص ان يتحرى المكان والشخص الانفع له والاكثر خبرة في تعليمه هذه المهارة ، لان الشخص او المكان الغير مناسبين قد يتسببا في ضياع فرصة التعلم على الانسان لانه ربما يدرك انهما غير نافعين بعد مرور وقت ثمين او ربما يدرك بالخطأ انه غير قابل معه التعليم (مافيش فايده فيه هو شخصيا)
وبالتالي يحضرني في هذا المقام ان اذكر زملائي اطباء الامتياز والاطباء المقيمين (النواب) ان هذا هو الوقت الانسب للتعلم فاختاروا جيدا المكان والاشخاص الذين ستتعلمون منهم في هذه السنوات القيمة جدا
الخطوة الثانية : مرحلة المبتدئ
وهي المرحلة التي تأتي بعد مرحلة الادراك والتعلم النظري ، آن الاوان للتجربة بيدك للشيئ ، وهنا اقابل العديد من الناس لديهم احد هذه المخاوف الاربعة
خايف يبدأ من الاصل ، او
خايف يبدأ ويغلط ، او
خايف من النقد ، او
خايف من الفشل اصلا
وهذه هي الاسباب الاربعة لكثير من الناس انه يبدأ أي شيئ جديد ، فتجد هؤالء الاشخاص لديهم شكوى من انفسهم انهم يبذلون الوقت والجهد في التخطيط والتعلم واخذ الكورسات والمحاضرات ولكن لا يبدأون او نادرا ما يبدأون العمل وكل سبب من هذه الاسباب له علاجه وقد تكلمت عليه ولكن في اماكن اخرى غير هذه المقالة
واحيانا يعتقد البعض انه بما انه حضر محاضرة او كورس وجرب مرة بايده فانه اصبح ماهرا وغير مقبول منه الخطأ ، الخطأ في البداية طبيعي وتكراره طبيعي ايضا ولا يتوقف الخطأ فجأة ولكن تدريجيا يقل عدد مرات الخطأ في مقابل المرات الصحيحة ، وهنا يجب بدء الممارسة في بيئة آمنة والبيئة الامنة في الطب هي ان تمارس وانت تحت اشراف من هو اعلم منك وحاضر معك للتدخل في اي لحظة ، لانه في عدم وجود المشرف الاكثر خبرة ستكون بيئة التعلم غير امنة لا على المريض ولا على الطبيب نفسه
الخطوة الثالثة : مرحلة الماهر
مرحلة الماهر وتأتي هذه المرحلة عندما يتوفر شرطا المهارة وهما 1- قلة الاخطاء جدا (لكن لاحظ انها لازالت موجودة) 2- سرعة الاداء للمهارة
ولا تأتي هذه المرحلة بكثرة التفكر او الملاحظة او المزيد والمزيد من الكورسات ولكنها تأتي بالممارسة الكثيرة والكثيرة ، (انزل ومد ايدك ولا تكتفي لاملاحظة واعرف انك لازم تغلط في الاول زي ما كل اللي سبقوك عملوا كده)
بعد الوصول الى مرحلة المهارة يكون الشخص مؤهلا للعمل بدون اشراف وهذا يحسن من فرص العمل للشخص والترقي او زيادة المقابل المادي له ، لانه اصبح مصدر امان وامين لممارسة هذه المهارة بجودة عالية
الخطوة الرابعة : مرحلة المحترف
يتوقف الكثيرين عند مرحلة الماهر وقد لا يدركون ان بعدها مرحلتين كل مرحلة احلى واجمل واقوى من الاخرى وهما مرحلة المحترف ومرحلة المثال او المعلم ، والمحترف في فعل مهارة معينة هو من يجيد فعلها ولديه طريقته المميزة في تقديمها مثل انه بيجيب الكانيولا من اول مرة وفي اي سن للمريض ، انه بيعمل عملية جراحية معينة في وقت قياسي او باقل نسبة نزيف او باصغر طول للجرح ، يعني بيعمل مهارة ولديه شيئ اخر بجانب المهارة مميز له عن غيره وللوصول الى درجة المحترف يحتاج الانسان ان يعمل على بعض الاطر الداخلية له مثل حب التميز ، حب تقديم قيمة عالية للناس ، حب التطوير وكلها امور داخلية اما المراحل الثلاثة الاولى فأغلبها عملي بالايد وجزء منها داخلي في النفس اما هنا فهي داخلية في معظمها
الخطوة الخامسة : مرحلة المعلم
وهذه اعلى مراحل تعلم مهارة معينة وهي الاتقان لدرجة القدرة على تعليمها للاخرين ، ولكي يصل الانسان الى هذه الدرجة ينبغي عليه ان يكون قد مارس هذا الامر الاف المرات وقد تعرف على الاستثناءات والحالات النادرة التي قد تواجهه في تطبيق هذه المهارة ، ويحتاج ايضا ان يكون لديه حب تعليم العلم للاخرين (المهارة + حب التعليم للاخرين)
ومرحلة التعليم هذه هي نفسها مرحلة السمو على الذات (Transcendence)التي تأتي على رأس هرم الاحتياجات الانسانية الذي وصفه ماظلو ، وهو ما يلفت الانظار ان تعليم العلم للاخرين (الشيئ اللي هو نجح فيه يعلمه للاخرين) هو احتياج عند الانسان فطري مثل الاحتياج الى الاكل والشرب والتقدير والحب
الخلاصة
تعلم اي مهارة لابد ان يمر بمراحل
من المراحل المهمة انك تطبق وتغلط ولو لم يحدث اخطاء فهذا يعني ان هناك شيئ مش مضبوط
الممارسة اساس تجويد العمل
هناك مرحلتين رائعين (المرحلة الرابعة والخامسة) احرص على المرور بهم في رحلتك التعليمية
Enter your text here...