كيف تتكون القناعات بشكل عام ؟
القناعة هي في الاصل فكرة عادية لكن تم تأكيد صحتها وبالتالي اتجه العقل الى تبنيها واعتبارها جزء اصيل منه ، والفكرة (بتروح وتيجي) يعني من السهل رفضها لكن القناعة هي شيئ راسخ في جهازنا العصبي بل ويقوم باعطاء اوامر الى جهازنا العصبي وتفكيرنا وادراكنا ودائما ما استخدم هذا مثال الليمونة لتوضيح كيف تعمل القناعات في عقولنا ، بامكانك متابعة المثال من هنا
ولكي يتم تأكيد الفكرة ليتصبح قناعة فهي تحتاج الى احد الشيئين التاليين :
اولا : يتم تجربة مدى صحتها من الشخص نفسه (يجرب بنفسه ليصل الى نتيجة)
ثانيا : ان يتم تاكيد صحتها من قبل شخص اخر موثوق بالنسبة له مثل والده او والدته او استاذه او شيخ المسجد او قسيس الكنيسة او ممثل او لاعب يحبه او مؤثر من السوشيال ميديا ، مع العلم انه بغض النظر مدى صحة وملائمة الفكرة للشخص الا انه بمجرد سماعها من احد هؤلاء الاشخاص فانها تصبح قناعة بسهولة
كيف نتعرف على القناعة المعطلة والقناعة الجيدة : اضغط هنا
كيف نغير القناعات المعطلة ؟
يصبح من السهل التخلي عن القناعة المعطلة عندما تثير الشكوك حول صحتها ، فتبدأ بفقدان تأثيرها ويبدأ الشخص بالتخلي عنها ، ولفعل ذلك فاننا نرسل التفكير الى واحد او اكثر من اتجاهات التفكير لفعل ذلك
الاتجاهات السبعة للتفكير والتي نستخدمها في التعامل مع القناعات الخاطئة او المعطلة : سأذكر هنا اهم 3 اتجاهات
الاتجاه الاول : وهو طرح الاسئلة حول القناعة نفسها ، كيف ؟ ، ومتى ؟ ، واين ؟ ، وما معنى ؟ .. الخ ، هذا الاتجاه يهدف الى استكشاف المتغيرات التي بنى عليها الشخص هذه القناعة ليكتشف انه لم يبني على كل المتغيرات فقط هو اعتمد على متغير او اثنين وبالتالي سيثير الشك حول مصداقية هذه القناعة وبالتالي ستفقد قوتها في التاثير على قراراته وافكاره
مثال : القناعة المعطلة سوق العمل لم يعد فيه فرص للكسب .. للتعامل مع هذه القناعة قد تسأل الاسئلة التالية اي سوق تحديدا ؟ وفي اي البلدان ؟ وفي اي وقت تختفي الفرص ؟ وماذا تقصد تحديدا بالفرص ؟ هل الفرص التي تأتي لوحدها ام الفرص التي تحتاج للبحث عنها ؟ ولم يعد هناك فرص لمن ؟ هل كل الناس بكل المهارات ليس لديها فرص ؟
الاتجاه الثاني : وهو استكشاف النية وراء القناعة ، وهو من اقوى الطرق في تغيير القناعات حيث انك توضح للشخص الاخر انك متفهم ان لديه هدف ونية طيبة ونبيلة وراء تمسكه بهذه القناعة ولكن يمكن الوصول الى هذا الهدف وتحقيق النية النبيلة عن طريق سلوك اخر سيكون افضل كنتيجة واكثر تعزيزا لجودة حياته
مثال : سوق العمل لم يعد فيه فرص للكسب وبالتالي لا جدوى من البحث .. للتعامل مع هذه القناعة بامكانك ان تقول احد العبارتين التاليتين للشخص المتكلم
الاولى : انا متفهم حرصك على عدم اضاعة الوقت في البحث مجددا لكن الوقت الحقيقي هو الذي سيضيع وانت بدون عمل - او انا متفهم حرصك على عدم اضاعة الوقت في البحث مجددا ولكن فعلا الحفاظ على الوقت الحقيقي مستقبلا يستحق اعادة المحاولة في البحث واعادة المحاولة مع تغيير طرق البحث حتى تصل لهدفك
الثانية : ربما لانك سمعت من اخرين انهم بحثوا ولم يجدوا .. لكن لا بأس ليس بالضرورة ان يكون بحثهم كان كافيا لنعد نحن المحاولة بانفسنا فالامر يستحق
الاتجاه الثالث : وهو استخدام الميتافورز او ضرب الامثلة .. حيث يتم ضرب مثل يحمل قيمة معينة تخدم السياق ثم تشير الى العلاقة بين عناصر المثل وبين الواقع وبالمثال يتضح المقال فعندما يقول المتكلم قناعة مثل : سوق العمل لم يعد فيه فرصة للعمل وبالتالي لا جدوى من البحث فبامكانك ان تحكي له المثل الاتي عن قيمة الاصرار في المحاولة للوصول الى الهدف فتقول : هل تعلم ان الاسد ينجح في الصيد مرة واحدة من كل 5 محاولات جادة في الصيد ، ما يعني ان 75% - 80% من محاولاته ومجهوده لا تنجح .. لكنه يعلم بالغريزة ان الاصرار في المحاولة حتما ستؤتي ثمارها
كانت هذه اهم ثلاثة طرق للتعامل مع القناعات المعطلة التي قد توجد في جانب في حياتنا وتعطلنا عن العيش بالشكل والطريقة التي نستحقها ونتمناها
وهناك اتجاهات اخرى مثل تغليف القناعة بفكرة اخرى تخفف من حدتها او تفقدها تاثيرها ومثل التغيير في تركيب القناعة ومثل اعادة صياغة القناعة ولكن في سياقات اخرى وهكذا