حقيقة قانون الجذب .. هل هو حقيقي أم لا ؟

قانون الجذب ينص على انه ما تفكر به ينجذب اليك .. لاحظ هذه الملاحظة المفكر جوزيف ميرفي وقد احدثت ملاحظته تلك وقتها جدلا واسعا بين مؤيد وعارض .. فبعض الناس وافقه وبشدة وأكد ان هذا يحدث له ايضا .. بينما البعض الاخر عارض هذا وقال انه غير حقيقي وانه جرب ذلك بنفسه ولم يحدث شيئ .. فيا ترى ما الذي حدث ؟ .. وما هي حقيقة هذه الملاحظة او هذا القانون

اولا : هذا القانون حقيقي وغير حقيقي في نفس الوقت .. فهو يكون كذلك على حسب السياق الذي تستخدمه فيه .. فلو استخدمته في الاحداث الحاصلة لك الان وخصوصا تلك التي تعتبرها احداثا سيئة فسوف تجده حقيقي تماما .. مثال ذلك الكثير من الاشخاص الناجحين الذي فقدوا في بدايات حياتهم مشاريعهم التي بدأوها بعد التعب والمثابرة .. ولكنهم نجحوا فيما بعد في استعادتها وبشكل افضل من السابق وعند سؤالهم عن كيف استطاعوا ان يفعلوا ذلك قالوا جميعا نفس الفكرة ولكن بعبارات مختلفة .. وهذه الفكرة انهم رأووا ان ما حدث هو فرصة للتطوير وليست سببا للفشل واليأس .. وبدأت الامور تتحسن تدريجيا وشيئا فشيئا استطاعوا اعادة الهدف ولكن بشكل اكثر تطويرا .. تجد الكثير من هذه الحكايات على الويكيبديا .. فقط ابحث عن اسم اي براند واقرأ عن نشأته ستجد كم العقبات التي واجهت اصحابه في البديات ولولا انهم فكروا في فكرة ان ما حدث من فقدان هو فرصة للتطوير وليس لليأس ما كانوا استطاعوا ان يصلوا للعالمية

ثانيا : فكرة هذه الملاحظة مرتبطة بقانون من قوانين العقل وهي ان العقل يرى فقط ما تسمح له انت برؤيته من الامور بشرط انها تكون فعلا موجودة .. اي حدث وخصوصا الاحداث السيئة لها تركيب معين يخلقها الله تعالى وفقه وهي جزء سيئ وجزئين جيدين .. تماما مثل جزيئ الماء في الكيمياء (H2O) .. فالنسبة بين الاجزاء السيئة والجيدة في تكوين اي حدث نعيشه هي نسبة 1:2 .. وبالتالي اي حدث تراه بعينك سيئ فانت ترى الجزء الواحد السيئ لكن هو معه جزئين جيدين فكر فيهما ويا ترى ماذا عساهما ان يكونا وستبدأ برؤيتهما تدريجيا .. هما موجودين بالفعل وتراهما فقط في حالة سمحت لنفسك برؤيتهما وقررت ان تفكر فيهما ، ولكن ما يحدث لدى الكثيرين انه لا يسمح لنفسه برؤيتهما لانه غير مصدق بوجودهما .. وكذلك ايضا مثل تلك الصورة المرفقة في الاعلى فيها صورة امرأة تبدو شريرة .. ولو دققت النظر ستجد امرأة اخرى جميلة .. جرب تنظر الى الصورة من زاوية اخرى وسترى .. انت لم تكن لتدركها ان لم تعرف ذلك وتسمح لعينك وعقلك في رؤيتها

ثالثا : هو في الاصل قانون للعقل .. عقلك يرى ما تعتقده .. عقلك يبحث معك عما تؤمن بوجوده لكنه مختبئ في زحام الحياة .. هل تذكر مرة قررت ان تشتري حقيبة ذات لون معين احمر مثلا او جاكيت ازرق ثم مشيت في السوق الذي طالما مررت به مرارا وتكرارا فوجدت عينك فقط تقع على ما تبحث عنه وسط زحام المحلات وتختاره حتى بدون وعي منك ؟ .. هذا بالضبط ما يحدث في قانون الجذب هو يجذب الى انتباهك او دعنا نقول هو يجعلك تنتبه لما لم تكن منتبها له من الموجودات

رابعا : هو ليس حقيقيا عند من اعتبر ان عقلك مغناطيس يجذب الغير موجودات الى وجودك .. هذا امر خارج عن قدرتنا .. ولو فكرت في ذلك فأنت واهم تعيش في وهم .. ربما هو أمنية او رغبة قد تتحقق او لا تتحقق .. لكن ما حدث فعلا هو موجود بكل جزيئاته وبالتالي داخل في نطاق قدرتك النظر الى باقي مكوناته والتحرك في الحياة وفقها .. ربما يحمل في طياته خير في جانب اخر من حياتك .. ربما فرصة جديدة .. ربما حياة جديدة .. ربما تعلم جديد .. ربما وربما

خامسا : ربما هو سؤال يتبادر الى ذهنك .. وهو من أين لك ان عرفت ان كل شر (عسر) معه خيرين (يسرين)؟ .. من ناموس الكون الذي قال الله فيه (فإن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا) .. ففي اللغة العربية معناها انه عسر واحد ويسرين .. جعلها الله في سورة اسمها الشرح .. وفي الحقيقة الاسم مناسب لكل من ضاق صدره بقدر من الاقدار المؤلمة فعندما يعلم ذلك ربما ينشرح صدره من جديد وينطلق ليبحث عما لم يكن يلاحظه من قبل من الاجزاء الجيدة التابعة لهذا القدر الصعب والمؤلم

الخلاصة : فقط اسمح لعين عقلك ان ترى ما هو موجود اصلا من خير .. ستتغير نظرتك للامور ولنفسك وللعالم وبالتالي ستتغير قراراتك بشكل يعزز جودة حياتك .. اجعلها عادة فكرية لك من اليوم فصاعدا ان تبحث عن الخير المصاحب للشر في اي موقف ولو بسيط .. مثل زحام السير وتوقف الطريق .. او نسيانك لملف مهم كنت تنوي اخذه معك للعمل او غير ذلك من الاحداث اليومية البسيطة .. عود نفسك واستمتع بما وهبك الله من قدرات عقلية لم تكن تعلم انها موجودة