اسباب في المرافقين
وفي هذه الاحوال يميل المرافق الى العنف والعدوانية بغض النظر عن سلوك الطبيب
الاول : بعض انماط الشخصيات
هناك بعض انماط الشخصيات لا يركز ولا يرى الا اهدافه والوصول اليها مهملا في طريقه مشاعر الاخرين (يسمى بالنمط المسيطر او النمط النسري في تقييم الشخصية لغة الديسك) هذا النمط من الناس عندما يكون مرافق فانه قد لايبدي اي علامات ود او ذوق مع الطبيب ويتكلم بحدة شديدة هدفها التركيز على اسعاف المريض ، هذا النمط يحترم اهدافه بطريقه جافه (ولكنه ليس قليل ادب او قليل ذوق كما قد يفهمه البعض) ولكن هذا النمط لا يحترم الضعيف يكفي الا تكون ضعيفا كي يحترمك (يعني مش شرط تظهر انك قوي) لانه لو رأى الاخر ضعيف فانه يشعر بتهديد ان هدفه (سلامة مريضه في هذه الحالة) في خطر وسيسعى لازاحتك عن الطريق بما يستطيع ، فقط تفهم هذا النمط ولا تظهر ضعيفا امامه
الثاني : بعض اضطرابات الشخصيات
وهي اضطرابات تصيب الانسان بسبب ظروف نشأته او بسبب وراثي لديه مثل اضطراب الشخصية الحدية / المؤذية والنرجسية وغيرها والحل الفعال مع امثال هؤلاء هو القانون الرادع وتوفير الحماية (افراد الامن) على المستشفيات واماكن الرعاية الحرجة
اسباب في الطبيب
يحتاج العمل في الاماكن الحرجة مثل الاستقبالات او الطوارئ الى عدد من المهارات الشخصية العالية (خمسة مهارات) لدى الطبيب مثل القيادة و الحسم وقوة التواصل مع الاخرين والاحترام والتعاطف الايجابي
المهارة الاولى وهي القيادة : متى تحلى الطبيب بالصفات القيادية اللازمة فان هذا يعطي طمأنينة لدى المرافقين ان مريضهم بامان ، تتمثل القيادة في حسن ادارة المريض للاحداث ومتابعة المريض وادارة الطبيب للمرافقين انفسهم واماكن تواجدهم خارجا مع بقاء احدهم بالقرب من المريض
ومن اساليب القيادة الحكيمة تحديد الهدف وهو مصلحة المريض وانه من اولوياته (كل الاطباء لديهم هذه الاولوية لكن الاغلب يفشل في اظهارها لاهل المريض والمرافقين) وان اي قرار يتم اتخاذه للمريض او المرافقين هو في النهاية لمصلحة وسلامة المريض ، ومن صفات القائد المهمة الحفاظ على الهدف من الضياع وسط المناقشات التي لا نفع منها من المرافقين وامتصاص غضب المرافقين احيانا بعبارات تقال بلطف مثل (يعني انت جاي علشان تتخانق وتعطل مصلحة مريضك ولا جاي علشان نلحقه)
المهارة الثانية وهي الحسم : متى ما ظهر الطبيب في صورة المتردد في اتخاذ القرارات سواء على سلوكه او في نبرة صوته او نظرات عينيه فان هذا يصيب المرافقين بالهلع على مريضهم وتبدأ الافتراضات والاحكام في اذهانهم حول الطبيب (شكله مش فاهم - شكله صغير - شوفوا حد اشطر منه بسرعه) والتردد هو احيانا بسبب طبيعة في الشخص وليس بسبب نقص في معلوماته او مهاراته الطبية ولكن حتى لو طبيعة شخصية فان النتيجة واحدة هي اضطراب المرافقين وهذا بدوره سيؤدي الى المزيد من توتر هذا الطبيب
والحسم مهارة مثل اي مهارة يمكن للشخص تعلمها متى ما اراد ذلك
المهارة الثالثة وهي قوة التواصل مع الاخرين : ومهارات التواصل من اهم المهارات التي يحتاجها الطبيب في مختلف مراحل حياته ، وقد ذكرت سابقا في محاضرة في احد المؤتمرات عن اهمية مهارة التواصل للاطباء وانها (مهارة التواصل الجيد) هي اللي بتفرق مع الطبيب في عمله الخاص (العيادة او المركز الطبي او حتى المستشفى الخاص) فلا يكفي ان يكون عالما في مجاله بل لابد ان يكون ذو تواصل جيد مع مرضاه
وحتى في اماكن الطوارئ لانه احيانا وتحت ضغط العمل وضغط صعوبة الحالات قد يفقد الطبيب جودة تواصله مع الاخرين وهو يظن ان الناس من حوله تقدر تعبه وارهاقه (ولكن هذا لا يحدث ابدا لانه غير منطقي) ضغط النفسي هو بداخلك انت ولا يشعر به غيرك فلا تعامل الناس بناءا على شيئ لم يروه باعينهم
ومن افضل مهارات التواصل هي الاستماع الجيد (الاستماع الجيد وليس المطول) للمريض والمرافقين ، ومهاراة الاستماع الجيد لها لها مستويات وكلما تدرب عليها الطبيب كلما كان ذو تواصل قوي وفعال مع الاخرين
المهارة الرابعة وهي الاحترام : ويفقد الطبيب احترامه للاخرين لسببين (وكلاهما غير مبرر)
السبب الاول : مثل السبب الاول في المرافقين قد يكون لطبيعة شخصية الطبيب الحادة او لديه احد اضطرابات الشخصية
السبب الثاني : هي مشكلة التفلت المشاعري ، والمقصود بها ان الشخص يشعر ويتصرف بناءا على شعوره دون المرور على فلتر العقل ، فيظهر على وجهه وسلوكه وكلماته احيانا الغضب وعدم الاكتراث المريض او المرافقين واحيانا الاستهزاء بهم لاختلافهم عنه ماديا او اجتماعيا او غيره (وهذا مما لا يليق) ، يحتاج الناس عموما (مهما اختلفت طبقاتهم الاجتماعية او التعليمية او غيرها) الى ان يشعروا انهم محترمين من الاخر وانهم ايضا مقدرين من الاخر ، ويظهر احترام الطبيب للمريض والمرافقين في نبرة صوته وطريقة كلامه ونظرات عينيه وفي ابداء الاهتمام بهم والحرص على رعايتهم في كلماته بطريقة لطيفة وتلقائية ودون تصنع ملحوظ
ويذكر ان التفلت المشاعري ليس فقط في ابداء الغضب او الزهق من الاخرين وانما فقط في المشاعر الايجابية مثل
حسن الظن المبالغ فيه والفرح الذي يحمل صاحبه على ارتكاب مالا يحمد عقباه لا لشيئ الا لانه شعر بالفرح
المهارة الخامسة وهي التعاطف الايجابي : وهو ما يسمى بالايمباثي وهو من اقوى الادوات في التعامل مع المرضى ومرافقيهم وخصوصا في الحالات الصعبة نفسيا مثل الاعاقات الدائمة ومثل الوفيات وكل الاخبار السيئة التي قد يضطر الطبيب لابلاغها للمريض واهله ، مهارة التعاطف الايجابي تتطلب ايضا ان يكون الطبيب وان يظهر الحسم في كلماته ويغلفه باللطف ويعبر بكلماته عن تعاطفه مع المريض واهله وانه مقدر للظرف الصعب الذي يمرون به ، واحيانا ابداء تقديره لصبرهم وتقبلهم للاحداث وحرصهم على عدم التقصير مع مريضهم بأي شكل من الاشكال ، ثم يبدأ في ابداء تعليماته لهم في صورة ما رأيك لو تعمل كذا وكذا .. وخلينا نعمل اللي علينا ونعمل كذا وكذا ، وكلمات من هذا القبيل
ويسمى بالتعاطف الايجابي لان هناك تعاطف سلبي او السيمباثي وفيه بنخرط الطبيب مع المريض او الاهل في الحزن والاسى بطريقة قد تتعارض احيانا مع تأدية الطبيب لعمله الطبي بطريقه صحيحة او بطريقة تتسبب في احداث ضغوط نفسية على الطبيب تمنعه من ممارسة حياته المهنية او الاجتماعية بصورة صحيحة وصحية
الخلاصة
احرص كونك طبيب على تعلم المهارات الخمسة السابقة الذكر وممارستها وستلحظ فارقا كبيرا في تعامل الاخرين معك
احرص على معرفة نفسك ونمط شخصيتك والعمل على نقاط الضعف سواء كانت الغضب السريع او التردد وعدم اتخاذ القرار ، فكلها مهارات تستطيع تعلمها والتخلي عما تعلمته وادى لكونك سريع الغضب او متردد في قراراتك
كن قيادي حنون (عزيز رحيم) على المرضى ومرافقيهم
Enter your text here...