قال لي صديقي يوما انه عندما ذهب لمقابلة (انترفيو) عمل تم سؤاله هل تجيد العمل تحت ضغط ؟ فأجاب اجابة فيها شيئا من الحكمة الا انها تسببت في عدم قبوله في هذا العمل وقتها ، حيث قال نعم اجيد العمل تحت ضغط لكن لا تسألني عن جودة النتائج
اجابة عميقة جدا وصحيحة جدا .. يستطيع اي انسان (أي انسان) انه يعمل تحت ضغط لو اضطر لذلك لكن ليس كل انسان يستطيع الانجاز واحراز الاهداف تحت الضغوط ، فقط من هم على درجة متوسطة الى عالية من التوازن الحياتي ، فالتوازن الحياتي هو الطريق الوحيد للانجاز تحت ضغوط الحياة
دعونا نرى الان الفرق بين الضغوط الحياتية والمشاكل الحياتية ، فكل ضغط تحته مشكلة وليس كل مشكلة تسبب ضغطا ، المشاكل تسبب ضغوطا عالية لو كانت غير مدركة (يعني الانسان مش واخد باله منها) لكنه يعاني من اعراضها مثل المشاكل الاسرية بين الازواج لو لم يدرك الشخص السبب الحقيقي وراء المشكلة فسيعيش حياته كلها في يعاني من الاعراض كالخلافات وما تسببه من ضغط لو بمجرد ادراك المشكلة فان جزء كبير من الضغط سيزول حتى لولم يتخذ خطوات حاليه في التعامل ، فلو ادرك الزوج مثلا ان زوجته ليست تكره كما يظن او تتعمد اغاظته ان كل ما هنالك انها بطيئة في انهاء المهام سيتحول كل تفيكره الى كيف نتقبل هذا البطء وكيف نسرع منه ويبقى الود بيننا
وبالتالي ادراك المشكلة بيقلل او يمنع الضغط الناتج عنها حتى لو لم تحل بشكل كامل ، ولكن اين استكشف اماكن المشكلة التي قد تكون موجودة ؟
للاجابة عن هذا السؤال ينبغي على الشخص ان يعرف ان الحياة تتكون من 8 جوانب ، 8 مسارات (سواء كنا مدركين لها ام لا) نسير فيها على التوازي وينتظر مننا كل جانب ان نتقدم فيه ونحقق فيه اهداف ، وتحدث او تظهر المشاكل حال تعثرنا في السير نحو احد اهدافنا او اهمالنا لاحد الجوانب وبالتالي الوعي بهذه الجوانب ثم البدء بتحديد مكانك الان في كل جانب ثم تحديد اهدافك التي تريدها في كل جانب والعقبات التي تواجهك في كل جانب ، مجرد ادراك هذه الامور فقط كفيل بازالة جزء كبير من الشعور بالضغط الذي تشعر به
استطيع ان اخبرك انه لا يوجد احد خالي من المشاكل لكن هناك اناس متميزون (مثلك لانك منحت من وقتك لتقرأ هذه الكلمات الان) يستطيعون العيش وسط هذه المشاكل بدون الشعور بضغط يعيقهم عن التقدم ، ولذلك سهل عليهم جدا ان يحرزوا اهدافا في جوانب الحياة المختلفة حتى في وجود المشاكل ، يدركون تماما انها حياة متقلبه ويدركون ويقدرون طبيعتهم البشرية وطبيعة الاخرين البشرية في هذا العالم ، وهذا ما يسمى بالتوازن الحياتي
التوازن الحياتي هو انني وفي اي لحظة اكون مدرك تماما اين انا في كل جانب وماهي اهدافي والعقبات التي امامي في هذه الجوانب ، هذه المعرفة وهذا الوعي سيجعلك (حتى وانت لا تشعر) تحرز درجة غير قليلة من التوازن في هذه الجوانب ، والسؤال الان هل لديك توازن في حياتك ؟
انني ادعوك الان للانضمام الى عالم الهدافين ، عالم المتميزين في هذه الحياة وذلك بالتعرف على الجوانب الحياتية الثمانية وتحديد مدى او درجة رضاك على ادائك في كل جانب ومن ثم تحديد حلمك في كل جانب و الخطوات اللازمة لتحويل الحلم الى حقيقة ملموسة
جوانب الحياة الثمانية هي
1- جانب الصحة
2- جانب العمل
3- جانب المال
4- جانب الاسرة
5- جانب التطوير الشخصي
6- جانب المجتمع
7- جانب الترفيه
8- جانب الروحانيات
وبداخل كل جانب حكاية سنتعرض لها في مواضيع اخرى على هذه المدونة
Enter your text here...